Custom Search
التكعيبة: Jan 27, 2010

Wednesday, January 27, 2010

السيرك

إنتصب في وقفته فاتحا ذراعيه مستقبلا تحيات جمهوره علي أداءه و هو يردها بقبلات في الهواء، كان ينتظر تلك اللحظة منذ عدة أسابيع إنشغل فيها بالتدريب علي خدعته السحرية الجديدة التي أخذت منه جهدا لا يعوضه إلا هتاف جماهير السيرك له بذلك الجنون الذي إعتاد عليه و إعتبره معيار نجاحه منذ بدايته في تلك المهنة، و لكنه هذه المرة لم يجد تلك القشعريرة المحببة و لاتقطع نفسه من فرط السعادة. نظر الي "ستار" شريكه في الخدعة و هو يحيي الجماهير فلم يجد تلك اللمعة في عينه، بل إبتسامة خاوية مفتعلة، أطرق رأسه متواضعا لجمهوره......و ســــــرح
تذكر بدايته منذ عشرين عام في سيرك روسي متواضع، كان أصغر العاملين به، بدأ كمساعد لساحر كهل تعلم منه كيف يصبح ساحراً محترفاً، و سرعان ما إعتمد عليه الكهل في تدريب السحرة الجدد بما أنه إنشغل بمعاقرته للخمر و إدمانه لها، أبدع و أتقن عمله، ذاع صيته، توالت عليه العروض من سحرة كبار ليعمل مساعدا لهم، رفض ولاءاً لمعلمه الأول، إلي أن بدأ الكهل السكِير إساءة معاملته، تعمد إحراجه أمام المتدربين الجدد و معايرته بعاهة إعتاد أن يخفيها عن الناس
في تلك الأثناء إنضم للسيرك متربان جدد، الأول كان لاعب أكروبات بارع قرر الإشتغال بالسحر بعد إصابته و عجزه عن تأدية الحركات الخطيرة، و الأخري شابة أوكرانية بدينة قُتل معظم أهلها في غارة ألمانية علي قريتها الصغيرة فقررت أن تعمل لكسب عيشها، أطلق المدرب علي الأول "ستار" و علي الثانية "باندا" و،
نشأت بينهما علاقة صداقة و أصبحوا متلازمين بعد أن برع "ستار" منذ أول يوم له كساحر و كذلك "باندا" و لكن بعد جهود،
فهي كانت تحتاج لمعاملة خاصة خصوصا بعد أن أفقدها الكهل ثقتها بنفسها من أول يوم بإدعائه أنها لا تصلح بسبب بدانتها و الأدهي أنه إقترح علي كبير المهرجين ضمها الي طاقمه لتقدم فقرة المرأة ذات اللحية. دربوها علي تلك الفقرة المقيتة إلي أن لاحظ المدرب الشاب إهتمامها و تلصصها عليه أثناء تدريبه "لستار" فعرض عليها الإنضمام لهم بعد أن يقنع كبير المهرجين و الكهل مع إحتفاظها بلحيتها لحال إحتياجهم لها، و نجح في ذلك و أثبتت باندا أن نظرته كانت صائبة، و لكنها أضنته بسبب يأسها في كل مرة تتعلم حيلة جديدة و إحتياجها الدائم للدعم.
أمضوا فترة من الزمن أصدقاء لا يفرقهم الا النوم حتي أطلق عليهم زملائهم في السيرك الفرسان الثلاثة، كان "باندا" و "ستار" كما بدا عليهم راضيين تمام الرضا عما حققوه، و لكن المدرب لم يكن كذلك، فهو لم يكن يتحمل المزيد من الإهانات من الكهل، إرتأى أنه رد الجميل له بزيادة، فلقد قدم للكهل العديد من السحرة علي أعلي قدر من التأهيل حقق من ورائهم نجاح و ثروة، قرر الرحيل من السيرك و تأسيس سيركا صغيرا له أو مسرحا يقدم عليه فقراته، لم يخبر أحد بذلك غير "ستار" الذي فاجئه بحماسه و عرض أن يرحل معه، رحب المدرب بذلك الولاء و قبِل أن يشاركه في مشروعه تقديراً لذلك. و لكن بالرغم من كبر سن "ستار" بستة أعوام عن المدرب إلا انه أبدي سوء تصرف حين أعلن عن نيتهم للكهل متحدياً إياه نتيجه لسوء معاملة من الأخير و بذائة منه، فثار الكهل و طرده خارج السيرك في ثورة مخمورة ندم عليها بعد إفاقته
حينها علمت "باندا" بنيتهم و أبدت حزنا شديداً متشككة في صدق صداقتهم، فبادر المدرب بتوضيح الأمور و لكنها أصرت أن تكون جزئا من خطتة لينتشلها مما ستصبح عليه من عجز إذا أمست وحدها بالسيرك دون دعمه و صداقة "ستار"، نالت دموعها من المدرب و إنصاع لها بما أنه يعتبر نفسه أبا روحيا لها وإن كانت تكبره بعشرة أعوام كاملة. و أخبر النجم بأنها ستكون شريكة ثالثة لهم و هو الأمر الذي رحب به بل و أبدى سعادة كبيرة بذلك خصوصا و أن المدرب كان يحتاجل احيانا الي بعض الوقت يستشفي فيه من عاهته، و بوجود شريك ثالث سيوجد من يساعده في غياب المدرب................................................يتًبع.




الواد أبو قلب أبيض ضحكوا عليه عيال البلد،،،،،